لفارسي والدي ..

لطالما حلمت بذاك الرجل الممتطي حصانه الأبيض ، ذاك الفارس الشجاع ..

لم أكن أعلم أنني أملكه بحوزتي يحميني من كل ما يؤلمني ، يقويني لأشق طريقي ، يساعدني لأجد دربي ، يجعلني أحترم ديني ، أقدر ذاتي ، أحكم علي نفسي علي تصرفاتي ، أملك ضمير يوقظني ، أحافظ علي نفسي نظيفة ، أتعامل مع طبائع البشر المختلفة ، أشكر الله علي نِعمه عليّ ، أصادق المحتاج ، الغني ، القوي ، الضعيف ، أقف بوجه الظلم ، أكن وسادة حنونة لكل قريب مني ، أواسي الحزين ، أسعد  لسعادة السعيد  ، و أخيراً و ليس أخر أكن قاسية مع مَن يكسرني ..

علي الرغم من قسوتك في بعض الأحيان إلا أنني أعلم عندما خلق الله الإنسان لم يخلقه كامل ، كذلك أعلم بأن القسوة ضرورية في بعض الأحيان قد لا تكن كامل و قد تخطئ في بعض الأحيان إلا أنك ستَظُل والدي ، فارسي و شجاعي .....

لربما الصمت .

لربما الصمت أفضل لنهاية معقدة  و لربما الصمت أفضل لحديث ساخر ، لربما الصمت مفسر للحزن و لربما الصمت مفسر لمشاعر نحاول أن نخفيها ، ما أجمل الصمت عندما يكن للكلام و كم أبشع الصمت عندما يعني الكبرياء ، كم أجمل الصمت عند انعكاسه و كم أبشع الصمت عند وضوحه ، كم أجمل الصمت بسبب الحب و كم أبشع الصمت بسبب البعد ، كم أجمل الصمت عند الغضب و كم أبشع الصمت عند إحتياجه للكلام ، قد نتمنى أن نتكلم لكننا لا نعلم أن الصمت ينطق كل شي من غير إصدار شئ و قد نتمنى أن نصرخ لنتكلم لكننا لا نعلم أن الصمت كالصراخ المكتوم قد ينفجر بهدوء لكنه مملوء بالوضوح ، قد  تصمت أمام من تحب لكن ذلك لا يعني ضعفك بل قوتك لتمسك نفسك أمام من تحب حتى لا تجرحه...

فالصمت كالكنز من الصعب البحث عنه و الأصعب الحصول عليه .. 

ذاك الرجل .

كم احترام ذاك الرجل، ذاك الخافق قلبه لفتاة ، ذاك المملوك لها ، ذاك الحبيب لفتاته فقط ، ذاك المحترم لها ،  ذاك الحافظ لحبه بقلبه لها ، ذاك الغيور من أقرب صديق لهُ عليها ، ذاك الشرقي الحنون ، ذاك الكتوم المحب بصمت خوفاً علي سمعتها منه، ذاك الرومانسي بأفعاله ، ذاك القوي الحامي لها ، ذاك الأب ، الأخ ، العم ، الخال، الحبيب ، الصديق الحميم لها ، ذاك الشجاع بمشاعره ، ذاك المتكبر مع غيرها متواضع لها ، ذاك الصريح ، ذاك المشتاق بضجيج  ، ذاك المتفهم ، ذاك المعجب بتفاصيلها ، ذاك الفارح لفرحها ، الغاضب لغضبها ، الحازن لحزنها ، الموجوع لوجعها ، ذاك المتنفس لتنفسها ، ذاك الذي خلق لها و لأجلها فقط . 

إحترامِ لك ، لربما يوماً ما سأجد مثلك في هذه الحياة إلا أنني لم أجد مثلك في هذه العالم و لذاك السبب تحديداً أحترمك .. 

وداعاً يا صديقي ..

لم أكن أعلم أنك قاسي القلب مثلما تتصنع لكنك كذلك ..

لم أكن أعلم أنك حقيقةً تملك ذاك البرود مثلما كنت تتصنع لكنك كذلك.

لم أكن أعلم أنك مثلما ما يقولون عنك و لكنك لست كذلك و لن تكن كذلك ..

سأظل أحترمك مهما حييت فعلي الرغم من كونك كذلك إلا أنني متأكدة و سأظل متأكدة بأنك لست كذلك ..

في يوماً ما كنت خير صديقٍ و عوناً  لي   و أيضا في يوماً ما كنت أقرب مني إلي ، فأنا لست ممن ينسون المعروف او ينكرونه و  لست  ممن يتخلون عن صداقتهم بسهولة إلا أنني أتخلى بسهولة عندما أشعر بأن وجودي من عدمه عند شخص ما .. 

 العديد يتسألون لما لم نعد كالسابق لم أكن أعلم بأننا مقربين لدرجة أنهم لاحظوا مدى التغيير الذي حدث بيننا  إلا أنني عندما أتعرض لمثل هذه السؤال أكتفى بالصمت ..

وداعاً يا صديقي المقرب فعلي الرغم من أنك لست كذلك بعد الأن إلا انني سأعتبرك  مهما حييت صديقي المقرب ، ليس لأنني أحترمك فقط بل  لأنك في يوماً ما كنت جزء من الأجزاء الصغيرة التي تعلم حقيقةً من أنا ..

وداعاً يا صديقي..

 

فقط إرحل .

الماء و الهواء ، الشمس و القمر ، البحر و التراب ،الأكسجين و التنفس ، لا شك بأن كلاً منهما يكمل الأخر إلا أن كلاً منهما  لا يلمس الأخر ، لا يتحدث مع الأخر ، لا يرى الأخر ، علي الرغم من استماعهما لصوت الاخر إلا أن طبيعتهما لا تسمح لهما بالتحدث معاً .

علي الرغم من أن كلهما خلقوا بنفس الطريقة و بنفس العالم  إلا أن اهتمام كلاً منهما يختلف كلياً عن الأخر ، فلكلاً منهما طبيعية و وظيفة و افترضات تختلف عن الاخر ، صحيح  أنهما يكملان بعضهما البعض إلا أنهما يكملان بعضهما فقط هكذا خلق الكون قد نتمنى ان نلمس من نحب و قد نتمنى ان نتحدث مع من نحب و قد نتمنى أن نرى من نحب الا ان طبيعتنا و ظروفنا لا تسمح لنا بذلك فقد خلقنا لنكمل بعضنا فقط .