الخميس، 23 فبراير 2017

برجية الحمل...

فتاة أنا و لكني لست كالآخريات ، فتاة تجمع ما بين القوة و الحقيقة فتاة بقلب طفلة نارية كبرجي ، برج يتقدم بعفوية و اندفاعية ، برج لا يتراجع عن أفعاله ، برج ذو فتاة تُكسر و تنهض بنفسها من جديد ، آنا فتاة حملية البرج، فتاة عربية الآصل ، صغيرة و كبيرة آجمع ما بين النار و الماء ، آحرقك بكلماتي و آفعالي خلال بكائي بصمت داخلي , فتاة بريئة المشاعر واعية لكل تفصيل صغير بحياتها ، تعلم ما يجري من حولها ، فتاة تقاتل لآخر قطرة من دمها ، تعشق بكل ما تملك من قوة ، فتاة تعبر بذكاء عما داخلها تتنفس الفن و تحيا به ، لا تعلم هويتها الحقيقية سوى عند ممارستها لفنها و استماعها للموسيٍقى ، تعشق معاني الجمال ، نضجت بسرعة ، تملك قلب يسع العالم ، تملك ملامح تحاول بكل ما أوتيت من قوة إبعاد العالم عن إيذائها ، فتاة قد تحكم عنها الكتب انها قاسية لا تملك قلب او لنقل تجردت منه ، كتب حمقاء لا يفقهون حقيقة أن لا يمكن لفتاة برجية الحمل أن تتحلى بالمرونة دائما فهي طفلة تائهة في العاطفة ، امرأة حاضرة في المهمات ، سيدة فعالة في المجتمع ، يصعب أن تصل لآعماقها و تضل علي قيد الحياة بعدما تمر بكل شيء معها ، فتاة مرت بالكثير لتكن ما هي عليه الآن ، كانت و لا زالت تحاول الوصول لآحلامها و طموحها ، يصعب علي الحمقى التعامل معها و استيعابها أو إقناعها ، فتاة تعطي كل ما تملك عند احتوائها ، بسيطة جدا لكل ذكي و معقدة للغاية لكل أحمق ، فتاة عربية الوجدان ، برجية الحمل عاشقة للفن .

لغتي الفصحة


إبتداءت بحروف الجر لتكسر كل ما تملك من ذكريات لها معه و ترميها بأعمق نقطة وجدت علي سطح الأرض ، نقطة لا يملك أحد قدرة الوصول إليها ، و رفعت أفعالها لذاك المكان لعلها تكسب قدرة بناء أمرها علي السكون عند فيضان ذاك الماضي بكوارث طبيعية تخرج كل ما بباطنها للعراء ، شابهت أفعالها بفعل متجرد يشبه مراسم دفن الميت قبل توديعه لأخر مرة ، فعل لا يقتدي بقاعدة حذف حرف العلة عند الأمر بل يكمل بتأكيد كل ما يملك من قوة لينفي وجود ذكريات تستنزف وهنها و تمحي وجودها ، و عندما أنتهت قالت : نعم ، أنتِ إمراءة كنون النسوة تجمع قوة نساء الأرض بحرف ساكن يولد الحضارة و التاريخ ، نعم أنتِ إمراءة كالألف و اللام تقف ببداية كل معرفة و تثبت وجود كل نكرة ، يا عزيزتي أنتِ لغة عربية فصحة ، فارهة المعاني ، يُصعب علي الجاهل إستيعابها ، فتمتعي بمزايك الجميلة و تلوني بألوان قوس القزح الرائعة لتعيشي حرة سعيدة بلغة غنية....

لغة لا تمثلني

قالت : إعذروني بكلماتي فأفعالكم أقسى بكثير ، أفعال تؤرق قلمي بكلمات فارغة لا أرى بها سوى مؤى لي بجبال سافحة القمة لا يسكنها أحد غيري بتساؤلاتي ، شكوكي و طلباتي .
نعم أنا أعلم بقلقي و أفعاله يدفعني بتهور للأمام ، بتهور يستنفد به حبري ، ليُرمى بمقولة تقلل إحترامي لنفسي أو مقال تفقد روحي به حروفي و حركاتي هما حياتان مثلي ، حياتان إحداهم محفورة بماضي ذو قوة نفسية هالكة بداخلي و الأخرى بمستقبل فعلي وهمي فاشل الإحتمال..
كانت و لا زالت حياتي الأولى هي توفيقي و مستقبلي ، أما الأخرى لم تكن بجانبي و لا خلفي بل كانت تقف أمامي تطعن حروفي بلا حياء ، طعنت كلماتي ، افعالي، عزيمتي و روحي ، قارنت حروفي العربيّة الغنية بمعاني قوية و عديدة ، بلغة لا تفقه سوا الصفر و الواحد ، لغة لا تستوعب سواء الأرقام ، لغة لا تستوعب معنى العاطفة ، لغة لم و لن تكن في يومٍ من الأيام إنسان .
و أنهت حديثها قائلة : تعلموا معنى العاطفة و التضحية و لا تخلطوا بين الواقع و الخيال بل كونوا وسطاء الحلول ، وسطاء الحروف لتكتبوا مقال رائع بكلمات مذهلة ..

من آنا !!

سألها أحدهم : عرفيني بنفسك !!
لم تجب ، أكتفت بالصمت و إبتسمت ، أكتفت بالضجة داخلها ، أكتفت بنفسها لنفسها ، أكتفت بخوائها و نظرياتها ، إكتفت بتعريف المجهول منها لها ، إكتفت بالفلسفة الضائعة بنواحيها ، إستمر هو بالحديث قائل لا زلت أنتظر ، انا رجل لا أكتفي بالصمت كإجابة .
صراحة لم تكن تستمع له ، فقد كانت مشغولة بضجيج أفكارها ، ضجيج هائج الموجات لا يأبى الهدوء كانت تنظر له و كأنها تنظر عبره لم تكن تراه ، بل و ما أثار حيرتها أنها لم تعد ترى نفسها أيضا ، لم تعد ترى إنعكاسها إلا كروح خاوية ضاعت بمكان سائد الدمار لا توجد به حياة ، عند تلك النقطة سألت نفسها:
من أنتِ ؟! و من أين أتيتِ ؟! و لما تغيرتِ ؟! أين أنا و أين أنتِ ؟! كيف لي أن أكن أنتِ و أنتِ هي أنا ؟! نعم أنا أنتِ و أنتِ أنا ، أعلم بحقيقة الواقع و لكن لما كنتِ هكذا و أنا هكذا ؟! ..
صرخت بصمت يزلازل كيان كل مخلوق حي ، أفيقي يا فتاة فأنتِ إمراءة قوية الوجدان ، إمراءة لا تهتم بما أصابها ، إمراءة تبكي بغموض لا يراه أحد سواها، إمراءة تبتسم تضحك و تلهو بوضوح ، أنتِ هي و هي أنتِ فأقبلي الحقيقة و كوني تلك العربية القوية و الجميلة صباحاً و حواء الواقعية ليلاً ..

إنتهيت .

 لم آعد آرغب بالكتابة كالماضي ، و كآني فقدتُ كلماتي و ضاعت حروفي مني ، لم آعد آعلم هل ما اكتب له و به حقيقة آم خيال ، حقيقتي لم تكن واقع ب...