سألها أحدهم : عرفيني بنفسك !!
لم تجب ، أكتفت بالصمت و إبتسمت ، أكتفت بالضجة داخلها ، أكتفت بنفسها لنفسها ، أكتفت بخوائها و نظرياتها ، إكتفت بتعريف المجهول منها لها ، إكتفت بالفلسفة الضائعة بنواحيها ، إستمر هو بالحديث قائل لا زلت أنتظر ، انا رجل لا أكتفي بالصمت كإجابة .
صراحة لم تكن تستمع له ، فقد كانت مشغولة بضجيج أفكارها ، ضجيج هائج الموجات لا يأبى الهدوء كانت تنظر له و كأنها تنظر عبره لم تكن تراه ، بل و ما أثار حيرتها أنها لم تعد ترى نفسها أيضا ، لم تعد ترى إنعكاسها إلا كروح خاوية ضاعت بمكان سائد الدمار لا توجد به حياة ، عند تلك النقطة سألت نفسها:
من أنتِ ؟! و من أين أتيتِ ؟! و لما تغيرتِ ؟! أين أنا و أين أنتِ ؟! كيف لي أن أكن أنتِ و أنتِ هي أنا ؟! نعم أنا أنتِ و أنتِ أنا ، أعلم بحقيقة الواقع و لكن لما كنتِ هكذا و أنا هكذا ؟! ..
صرخت بصمت يزلازل كيان كل مخلوق حي ، أفيقي يا فتاة فأنتِ إمراءة قوية الوجدان ، إمراءة لا تهتم بما أصابها ، إمراءة تبكي بغموض لا يراه أحد سواها، إمراءة تبتسم تضحك و تلهو بوضوح ، أنتِ هي و هي أنتِ فأقبلي الحقيقة و كوني تلك العربية القوية و الجميلة صباحاً و حواء الواقعية ليلاً ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق